الحمير تستعيد أهميتها كبديل عن الطرطيرة.. مفقودة وسعرها مرتفع
البعض يستخدمها كوسيلة نقل وسط المدينة .. وآخرون للرعي
السلطة الخامسة
تشهد محافظة الحسكة عموماً هذه الأيام ارتفاعاً في أسعار الحمير حيث وصل سعر الأنثى منها لقرابة 200 ألف ليرة سوريا إضافة لفقدانها من الأسواق في القرى وذلك نظراً للاقبال على شرائها مؤخراً بحسب مايقول الأهالي.
الراعي “خلف عطيّة” يحاول الحصول على “حمار” حتّى ولو دفع 200 ألف ليرة لكنه لا يجد، يقول في حديثه مع سناك سوري «عادة كنا نقترض الحمار من قريتي أو القرى المجاورة دون مقابل ليكون مرافقاً في المرعى، لكننا نجد أزمة في إيجاد الحمير في أيامنا هذه حيث ارتفع سعرها وانضمت لباقي الأزمات في المنطقة».
من يملكون الحمير يفضلون عدم بيعها نظراً للحاجة الماسة لها في أمور الزراعة ونقل بعض المواد في الريف بظل ارتفاع أسعار المحروقات، حتى أن استخدامها في النقل شائع بالمدينة هذه الأيام خصوصاً عند الأشخاص الذين يعملون في نبش القمامة.
الحمار أوفر من الطرطيرة لناحية الوقود
معظم العاملين في مجال نبش القمامة لجؤوا للحمير عوضاً عن وسائل النقل التقليدية التي كانوا يستخدمونها مثل “الطرطيرة” وذلك لأنها أوفر فلا تحتاج بينزين ولا مازوت، فالحمار يأكل من حشائش الأرض وبقايا الطعام ..إلخ من المصادر المجانية.
انتشار الحمير بشكل كبير في المدينة يعكس ارتفاع نسبة الأشخاص الذين يعملون في نبش القمامة نظراً لتدني فرص العمل من جهة والفقر وصعوبات الحياة من جهة أخرى، فالسيدة “عدلة” وهو اسم مستعار بناء على رغبة السيدة المعروفة بالقامشلي تستخدم حماراً للتنقل في أحياء المدينة خلال النبش بالقمامة تقول لـ سناك سوري: «سابقاً كنت أغطي وجهي وبوقت متأخر من الليل أمر عالحاويات أشوف بقايا الأكل فيها، وحطو بالأكياس وأنقلو لبيتي، قسم لطيوري وقسم يكون نظيف نتناوله أنا وأطفالي، طبعاً حالياً أتنقل جهاراً ونهاراً وأنقل تلك البقايا على الحمار، لأن العمل أصبح يومي، لم تعد لي قدرة على حمل ذلك لمسافة بعيدة عن منزلي».
لقد أصبح وجود الحمير المتكرر في مدينة القامشلي مؤشراً على عودة الأهمية لها كوسيلة نقل في ظل أزمة المحروقات وغلاء أسعارها من جهة ومن جهة أخرى كمؤشر على تدهور الوضع المعيشي للسكان وصعوبة تأمين احتياجاتهم.
سناك سوري
أخبار ذات صلة
كان الله في عون المواطن السوري و رب العائلة على ما وصلنا عليه
كيلو «البازلاء» بـ 35 ألف ليرة.. و«المؤونة» تتقلص إلى الحد الأدنى في سوريا