طبيب يروي تجربته بالادارة و بالاقالةً
متعهد حوت ..و مفتشان مثل انكر و نكير
السلطة الخامسة
كتب الدكتور علي سيريو :
مشفى حلب الجامعي.... والقبر
قيل لي لا ننصحك باستلام منصب المدير
إنه مثل أي منصب .. لك قبر حقير
إذا كنت فاسداً ستحترق , وإذا كنت شريفاً ستطير
رديت : تحتي نضيف , ولا أهاب الكبير ولا الصغير
بدأت الأمور شهراً بعد شهر باليسر تسير
حطيت بين عيوني تحسين تدريب الطلاب والعناية بالمريض الفقير
حاربت الفساد والسرقات وتعاملت مع النظيفين والشرفاء بكل احترام وتقدير
لا واسطة ولا محسوبيات لأي كان ... فاعتبروه سوء تدبير
إلى أن زارني في " قبر الإدارة " مبعوثان من التفتيش .. ذكراني ب " منكر ونكير "
قلت لهما : خيراً .. هل هذا تحقيق ؟ قالا إنه فقط لإعداد تقرير
لقد فرضت حسومات مادية على أحد المتعهدين .. تذكرته إنه "حوتَ" كبير
أجبت : والله في واجباته تجاه المشفى تكرر التقصير
قلت لنفسي : كيف يدافع هذان عن الحيتان .. والمتهم هو المدير
إستمرا بسيل الأسئلة .. فشعرت بوضوح المصير
طقت براسي وختمت قائلاً : شيفين قندرتي .. اللي شايلتني من وأنا صغير
إنها أغلى عندي من الجلوس على هذا الكرسي الوثير
جاء لاحقاً في تقريرهما إنني أهنت المنصب ولست أهلاً لأكون المدير
ثم جاءت القشة التي " قصمت ظهر البعير"
حين تلقيت مكالمة شخصية من قبل السيد الوزير
بخصوص نقل ممرضة من المشفى فاعتذرت عن التلبية بكل احترام وقدمت التفسير
قلت ليس لدينا من الممرضات سوى النذر اليسير
وبعدها , وكما توقع أصحابي وصلتني المكافأة : ماكينة حلاقة بيد السيد الوزير
د علي سريو