نجوم الحكومة
السلطة_الخامسة _ متابعة
مع كل حكومة تتشكل، يسطع نجم مسؤول حكومي لسبب من الأسباب.
وهذا ليس بالأمر السيئ، وتحديداً عندما يرتبط صعود نجم هذا المسؤول أو ذاك بقدرته على صناعة فرق إيجابي في الأداء الحكومي، وكسبه رضا الناس.
لكن عملياً، هذا لم يعد "بيضة القبان" في صناعة النجوم الحكومية. فهناك عاملان آخران هما أكثر تأثيراً:
الأول هو شبكات التواصل الاجتماعي، التي وجد فيها بعض المسؤولين فرصة ووسيلة لتعزيز حضوره على خريطة الفاعلين الحكوميين، مستغلين غياب أي محاسبة مؤسساتية لما يقولونه، وما يدلون به من تصريحات ووعود
.
وأفضل وصف لهؤلاء أن رسائلهم الإعلامية أشبه ما تكون بالإشارة الوهمية التي يرسلها جهاز الراوتر، أو بالسيارة القديمة التي تصدر صوتاً مسموعاً لمئات الأمتار عندما تتحرك وتستهلك كميات أكبر من الوقود، فيما السيارة الحديثة تتحرك من دون أن يشعر من بقربها بأنها تسير وتستهلك وقوداً أقل.
أما العامل الثاني فيتعلق بالدعم الذي يحظى به البعض أو يوهم بحصوله عليه. دعم يتحول تدريجياً إلى حالة من ترسيخ النفوذ، تقود صاحبه إلى التدخل في أعمال ومهام الوزارات والمؤسسات الأخرى، وفرض خياراته ووجهات نظره حيال معالجة هذا الملف أو ذاك.
وكما في كل مرة، تتغير الحكومة فيختفي أثر هؤلاء ونفوذيتهم، وتكتشف البلاد أنهم كانوا يبيعونها الوهم، وأن إنجازاتهم موجودة فقط على الورق. ومع ذلك فالبلد مسامح.... وهذا ربما ما يسهم في إعادة إنتاج نجوم حكوميين جدد... إنما من ورق أيضاً.
زياد غصن - شام إف إم